ريتا منصور إسمٌ برز في كواليس عدّة برامج ناجحة وقد استطاعت بعملها الدؤوب وسمعتها النظيفة أن تؤسس أرشيفاً من عدّة برامج تركت بصمتها فيها..
lمنصور تخطط لمشروع خاص بجوار مهامها في إدارة تحرير “الحسناء” وغيرها، وقد كان لنا معها هذا اللقاء:
– تعملين بالتّوازي بين الصّحافة المكتوبة والتّلفزيون، فأيّهما تفضلين أكثر في قرارة نفسك؟
– لطالما كانَ طموحي التّخصُّص في مجال الإعلام والعلاقات العامَّة ودخول عالم التّلفزيون، لكن شاءت الظّروف أن أدخل عالم الصّحافة المكتوبة أوَّلاً، لأنَّهُ في مرحلة تخصّصي الجامعيّ، تمَّ إقفال العديد من التّلفزيونات التي كنتُ قد تقدَّمتُ بطلبٍ للعملِ لديها، مثل الـ ICN، والـ New TV والـ MTV، وأصبحَ هذا الحلم شبه مستحيل. فعملتُ في مجلاّتٍ صادرةٍ باللّغة الفرنسيّة وأخرى باللّغة الإنكليزيّة والعربيّة على مدى عشر سنوات، إكتسبتُ أثناءها خبرةً واسعةً في جميع مراحل الصّحافة المكتوبة والإخراج الصّحافيّ، حتّى تحقَّقَ حلمي بعودة الـ MTV العام 2009، وتمَّ استدعائي للعمل كمنتجةٍ أو Producer لبرنامجٍ سياسيٍّ يعدّه ويقدِّمهُ الدّكتور زياد نجيم.. اليوم، وبعدَ انقضاء مدّة خمس سنواتٍ من العمل في الإعلام المرئيّ، لا أنكر أنَّهُ عالمٌ يسحرني بكلِّ تفاصيلهِ الإنتاجيّة كما الإعلام المكتوب الذي يستحوذ على أهمّيَّة كبيرةٍ في حياتي اليوميّة. لذا من الصّعب التّفضيل بينهما، أسعى دائماً إلى التّوفيق بينَ عملي التّلفزيونيّ وعملي في الصحافة المكتوبة بغيةَ إيصال رسالتي الإعلاميّة بحرفيّةٍ وموضوعيّة.
– اليوم ومنذ أربع سنواتٍ أنت مديرة تحريرٍ ومديرة العلاقات العامّة في مجلّة الحسناء. ما هو حجم المسؤوليّات التي تقع على عاتقك؟
– إنَّ مجلّة الحسناء هي من أهمّ المجلاّت الرّاقية التي نجحت في إثبات وجودها منذ نشأتها سنة 1909، لذا فإنَّ حجم المسؤوليّات كبيرٌ ويتطلَّبُ عملاً دؤوباً ومهارةً عاليةً من أجل المحافظة على صورتها وإرضاء متطلّبات قرّائها. هناكَ العمل التّحريريّ والإستشاريّ، بالإضافة إلى الشّقّ الأهمّ وهو العلاقات العامَّة التي أصبحت العامود الفقريّ في المؤسسات الإعلاميّة، وأصبحَ نجاح أيّ مؤسّسةٍ منوطاً بالعلاقات العامَّة التي لها دورٌ كبيرٌ في إبراز المؤسّسة وإظهار الجانب المشرق منها وتحسين صورتها أو ما يُعرف بالـ Image de Marque.
– ما الذي يميّز الحسناء عن سواها من المطبوعات وكيف تفسّرين بقاءها في السّوق لـ 105 أعوام؟
– نشأت الحسناء في زمنٍ لم يكن يشهد هذا الكمّ الهائل من المطبوعات.. إنَّها أسلوب حياة. تتميَّز المجلّة عن سواها من المطبوعات بفريق عملٍ متميّزٍ يعرف تماماً كيفيّة اختيار مواضيعَ تهمّ القرّاء، وتحثّهم على متابعتها شهريّاً. وهي مواكبةٌ دائماً للتّطوّر التّكنولوجيّ حيثُ إنّها أطلقت منذ مدّةٍ وجيزة نسختها على الـIPAD ، ولاقت هذه الخطوة نجاحاً باهراَ. وفي وقتٍ أصبحت الثّقافة مغيَّبةً عن بعض المطبوعات التي تهدف الرّبح السّريع وتنشر المواضيع الفضائحيّة والرّكيكة، ما زالت الحسناء تهتمّ بالمحتوى، وبدرجةٍ أولى بكلِّ شؤون المرأة. تقدّم لها المجلّة صفحات الثّقافة وتحقيقاتٍ ومقابلاتٍ تهمّها وترضي فضولها وتطلعها على آخر ابتكارات الموضة ونصائحَ للعناية بجمالها وأنوثتها، فضلاً عن تخصيص عدد حزيران سنويّاً للرّجل الذي يحتلُّ أيضاً مكانةً خاصّة ًعلى سلَّم أولويّات المجلّة. وهنا لا بدَّ من الإشارة إلى أنَّها السّبّاقة دائماً في دعم مسيرة المرأة ومساواتها بالرّجل، هذا ما دفعها إلى تنظيم منتدى المرأة والمستقبل New Arab Women Forum التي تشاركُ فية رائداتٌ من أكثر من أربعين دولةً سنويّاً.
– إلى أيّ حدٍّ تنافسون كمجلّةٍ شهريّةٍ في الأسواق؟ ألا تظنّين أنّ الـ Scoop يفوتكم لأنّ المجلاّت الأسبوعيّة وحتّى المواقع الإلكترونيّة، تكون قد انتهت منها ونشرتها وحلّلتها؟
– ممّا لا شكّ فيه أنَّ المجلاّت الأسبوعيّة والمواقع الإلكترونيّة تتسابق في نقل الخبر، وتكون المجلاّت الشّهريّة قد خسرت العديد من السّكوبّات الإعلاميّة. ولكي نواكب كلّ التّطوّرات والأخبار الإستثنائيّة ونكون أوَّل من ينقلها إلى القراء، اعتمدنا على الإعلام الإجتماعيّ وأولَيْنا أهمّيّةً كبرى لصفحتنا على الـ Facebook التي ننشرُ عليها كلّ خبرٍ جديد.
– في التّلفزيون تعملين كـ Guest Producer ونرى اسمك في الـ MTV.. لماذا هذا الوفاء المطلق للـ MTV؟
– أنا من الأشخاص الذين يتميَّزون بالوفاء المطلق لمهنتهم وصداقاتهم، وأبحث دائماً عن التّطوّر والتّقدّم بمجهودي الخاصّ بعيداً عن الوساطات والتّوصيات. محطة الـMTV حضنتني وعلَّمتني الكثير والفضل الكبير يعود إلى الشّيخ خليل الخازن – رحمهُ الله- الذي خسرناه بحادثة الطّائرة الأثيوبيّة. لقد علَّمني الشّيخ خليل الخازن الذي كانَ يَشغل منصب مدير البرامج السّياسيّة في المحطّة، الكثير من أسرار المهنة وآمنَ بقدراتي وبفضلهِ إزدادَ وفائي لهذهِ المحطّة التي أحسبها بيتي وأمضي فيها أغلبيّة أوقاتي. إنَّ العمل في محطّةٍ راقيةٍ كمحطّة الـMTV هو وسامٌ أفتخرُ به، ولا سيّما بوجود روح الأخوّة والتّعاون بينَ الزّملاء الذين يبتكرون ويسعون دائماً إلى تقديم الأفضل.
– مهمّتك تحتاج إلى الصّبر فبعض ضيوف البرنامج يتدلَّلون وبعضهم الآخر يطلب ما هو أكبر مما يستحقّه ليس فقط على صعيد المادّة بل على صعيد المعاملة.. كيف تتصرّفين، هل بالك طويل؟
– أكثر التّعليقات التي تطالني من قبل ضيوفي وزملائي في المحطّة أنَّني المبتسمةُ دائماً حتّى أثناء محادثة الضّيوف على الهاتف.. سرُّ بسمتي أنَّها تقرِّبُ المسافة بيني وبين الضّيف، ما يشعرهُ بالإطمئنان فيتجاوب معي كثيراً، ومعظم الضّيوف أصبحوا أصدقائي ويستشيرونني دائماً في مشاريعهم وإطلالاتهم الإعلاميّة. فأنا من أكثر الأشخاص صبراً وبالي طويل، وأحترمُ الضّيف إلى أقصى الحدود إذا كان يحترمُ المحطّة ويحترمني كوني أمثِّلُ هذه المحطّة. لكن أكثر ما يثير إزعاجي هو عندما يلغي ضيفٌ المقابلة قبلَ ساعاتٍ بحجّةٍ غير مقنعةٍ أو يطفئ جهازه الخلويّ ويتغيَّب عن موعد التّصوير، حينها أضعهُ على لائحة الأشخاص غير الجديرين بالمسؤوليّة.. والبديل دائماً موجود، خصوصاً بوجود شبكة علاقاتي العامّة، فبعض الضّيوف يلغون التزاماتهم من أجلي ويتحدّثون عن إعجابهم بحفاوة استقبالي ويفتحون قلبهم لي وهم على استعدادٍ تامٍّ لتقديم المساعدة.
– ما هي أهمّ البرامج التي عملت فيها؟
– إنَّها لائحةٌ طويلة، سأبدأ بسرد الأحدث منها: “من الآخر” لـِ بيار ربّاط، “هيك منغنّي” لـِ مايا دياب، “بالبحر سوا” لـِ وسام بريدي، حفل الموركس دور على مدى ثلاث سنوات 2010، 2011، و2012، “لبنان يتذكَّر”، “بالهوا سوا” لـِ وسام بريدي، ستوديو الفنّ، “مسا الحرّيّة” للدّكتور زياد نجيم، بالإضافة الى البرامج الخاصّة بعيد الأمّ وأعياد الميلاد ورأس السّنة. كلّها برامجُ حصدت نجاحاً كبيراً وأكبر نسبةٍ مشاهدة.
– ما هو البرنامج الأحبّ الى قلبك؟
– “من الآخر” نظرأً لتميُّز فكرتهِ ومضمونهِ وبخاصةٍ فريق عملهِ الذي يبعثُ فيَّ الحماس للبحث عن وجوهٍ جديدةٍ حقَّقت نجاحاتٍ وتستحقُّ تسليط الأضواء عليها.
– هل لديكِ صداقاتٌ في الوسط الإعلاميّ؟ ومع أيٍّ من الإعلاميّين عملتِ، وأيّهم تفضّلين؟
– لديّ صداقاتٌ عديدةٌ في مختلف ميادين الوسط الإعلاميّ، من المكتوب الى المرئيّ والمسموع وحتّى شركات العلاقات العامّة. بنيتُ هذه الصّداقات بعدَ سنواتٍ من العمل، وأنا أفتخرُ بها وأحرص على المحافظة عليها. عملتُ مع الإعلاميّ المميَّز الدّكتور زياد نجيم مدّةً طويلةً وأنا أكنُّ لهُ كلّ الاحترام والتّقدير. كما عملتُ مع الإعلاميّ سامي كليب وساعدتهُ في برنامجهِ السّياسيّ “الملفّ” الذي كانَ يُبثّ على قناة الجزيرة، وعملتُ على وثائقيّ عن السّريان، وأوكلَ إليَّ مهمّة إجراء مقابلةٍ مع الدّكتور إبراهيم الجعفري الذي يشغل حاليّاً رئاسة التّحالف الوطنيّ العراقيّ، وكانَ قد شغلَ منصب رئيس الوزراء العراقيّ عام 2005 كأوّل رئيس وزراء منتخب للعراق. أمّا بالنّسبة إلى الإعلاميّ الذي نجحَ في إثبات وجودهِ والمحافظة على برنامجه على الرّغم من كلّ المضايقات والمحاولات لإيقاف برنامجه، فهو الإعلاميّ مرسال غانم الذي هو مثالي الأعلى وهو صديقٌ مقرَّب، التقيته أيّام دراستي الجامعيّة وأجريت دراسة Image de marque عنهُ وعن برنامج “كلام الناس” سنة 1997، كانت أطروحتي الجامعيّة آنذاك ونجحتُ فيها بتفوُّق، كما قدَّمتُ على أثرها اقتراحاتٍ وأفكاراً لتطوير البرنامج. نجحَ “كلام النّاس”؛ وبعدَ 18 سنة، كانَ ولا يزال من البرامج التي تستحقّ التّقدير بفضلِ جهود فريق العمل وشخصيّة الإعلاميّ مرسال غانم.
– لماذا انتقلت من العمل في البرامج السّياسيّة إلى تلك الفنّيّة؟
– فضَّلتُ التّحوُّل الى البرامج الفنّيّة والتّثقيفيّة والمنوّعة لأنَّها أكثر إفادة، ما دامت السّياسة في لبنان لا تجلب سوى وجع الرّأس والتّهديدات والمشاحنات العلنيّة على الهواء. كما كنتُ قد تعرَّضتُ لكثيرٍ من المضايقات، لكن هذا لا يعني أنّني تخلّيتُ عن البرامج السّياسيّة تماماً. حاليّاً أنا أستمتع بالتّنقّل بينَ البرامج المنوّعة التي تزيدني خبرةً؛ والعملُ فيها متعة.
– كيف تصفين نفسك في العمل، متساهلة أو صعبة و Perfectionist؟
– لستُ متساهلةً كثيراً، وأيضاً لستُ صعبة، ما يهمّني هو نتيجة العمل وأحرصُ على أن أكون Perfectionist لأنَّني أدقِّق دائماً بأدقّ التّفاصيل تجنّباً للأخطاء التي بنظري لا تغتفر.
– أنت أيضاً مديرةٌ مسؤولةٌ في جريدة “الرّوابي”، أخبرينا عنها؟
– “الرّوابي” جريدةٌ أسبوعيّةٌ شاملة، تغطّي أخبار زحلة، وأنا أطّلع على مضمونها كوني منتسبةً الى نقابة المحرّرين.
– ماذا عن الـ Blogs التي تديرينها؟
– قمتُ بنشر العديد من المدوّنات الخاصّة بي، إذ إنّني مطَّلعةٌ على كلّ جديد، وحيث إنّ المدوّنات الاجتماعيّة Blogs منتشرةٌ جدّاً. أذكر منها http://www.lebanon-thelegend.blogspot.com/. إنَّهُ موقع “لبنان الأسطورة” أنشأتهُ خصّيصاً للّبنانيّين المغتربين الذين يتوقون إلى التعرّف أكثر على بلدهم وعاداتهِ وتقاليدهِ. تحتوي الصّفحة على أكثر من مئتَي صورةٍ عن لبنان والأماكن السّياحيّة الموجودة فيهِ وحتّى عن الأطباق اللّبنانيّة، إضافةً الى أرقام الهاتف لمساعدة السّيّاح وتسهيل أمورهم أثناءَ زيارتهم للبنان. لقد زار هذا الموقع أكثر من اثنين وأربعين ألف شخص، وأنا أتلقّى دائماً رسائل تهنئة من لبنانيّين من مختلف أنحاء العالم، وكانَ آخرها من سيّدةٍ في البرازيل أخبرتني أنَّها استعملت صوراً من الصّفحة، عمدت الى تكبيرها وعرضها في منزلها، وأبلغتني أنَّها تحلم بزيارة لبنان وترغب في التعرَّف إليّ. أمَّا المدوّنة الأخرى فهي تحتوى على معلوماتٍ عن المواقع الدّينية والأديرة في لبنان، وتلقى اقبالاً واسعاً من الأشخاص الذين يهتمّون بها http://lebanon-faith.blogspot.com/
– أخبرتنا العصفورة أنك تحضّرين لمشروعٍ خاصّ. هل لنا ببعض التّفاصيل ولو العامّة؟
بعدَ خمس عشرة سنةً من العمل في المجال الإعلاميّ ونزولاً عندَ رغبة العديد من ضيوفي الذين يرغبون في أن أكون أنا من يستضيفهم وأن أبني مشروعي الخاصّ، أعمل على فكرةٍ قد تكون ثمرة هذه الجهود على مدى سنوات. ثقتي بنفسي كبيرةٌ جدّاً، فبالرّغم من عملي خلف الأضواء، الاّ أنَّني معروفةٌ في الوسط الإعلاميّ وأتطلّع إلى أن أكون معروفةً في طوائف المجتمع كافّة. لا تهمّني الشّهرة بقدر ما يهمّني إيصال رسالتي الإعلاميّة، وأعلمُ أنَّ الأضواء تليقُ بي، لا سيّما أنَّني طموحةٌ ولست دخيلةً على هذه المهنة. اسمي نظيفٌ والحمد لله، لم أستغلّ يوماً أحداً، ولستُ مدينةً لأحد. أدركتُ منذ مدّةٍ أنَّني أفرطتُ في مساعدة أشخاصٍ لا يستحقّون، لأنَّهم لا يقدّرون ما يحصلون عليهِ من نِعَم. وفي زمن المصالح الشّخصيّة والفساد وقلّة الوفاء أصبحتُ أفكِّر ألفَ مرَّةٍ وأحسبُ كلّ خطوةٍ قبلَ الشّروع بها. أتمنّى أن يتحقَّق مشروعي بالتّعاون مع Nation Music والإعلاميّ خالد آغا السّبّاق دائماً في الأفكار المميَّزة.