* فيلمكَ القصير حمل إسم “أديم”.. ماذا تقصد بهذه التسمية؟
– الأديم تعني الأرض، كنتُ أظن أنها تعني التراب لكني إكتشفت أن لها معاني عديدة مثل السماء الصافية والماء الصافية.
* نرى في هذا الفيلم تزاوجاً بين العرس والشهادة، الموت والحياة، الفرح والبكاء.. إلى هذا الحد أنتَ مجبول بالتناقض؟
– ذلك لأن اللبناني عاش تجربة الحرب والألم في مرحلة ما وما زلنا نعيش ذلك حتى هذه اللحظة سواء كحرب داخلية أو خارجية وحرب نفسية. لا أظن أن هناك بيت لبناني واحد لم يعش تجربة قاسية وأنا من هؤلاء الذين عاشوا المرارة، فأنا إبن قرية جنوبية محتلة إسمها كفركلا وكنا كل يوم نعاني مثل هذه المعاناة.
* هل تود القول أن أفراحنا تحولت إلى مأتم؟
– الهدف ليس أن أفرجي الأفراح تتحول إلى مأتم بل أريد أن أظهر كم أن أبناءنا أعزاء على قلوبنا وكم نريد تكريم شهدائنا.
* كارمن لبس الأم في الفيلم من ربحت ومن خسرت.. فأنا لم أفهم هذه الحبكة؟
– كارمن خسرت إبنها ولكنها ربحت الشرف، ونحن خسرنا أحباء كثر لكن بالنهاية حققنا وربحنا. ربحنا كرامتنا وشرفنا وتحرر وطننا إلى حد ما.
* لماذا وقع الإختيار على كارمن لبس؟
– لأنها أقنعتني في كل جوانب الدور وأذهلتني كمخرج وسرقت الأضواء بطريقة غير طبيعية لأنه لا يوجد دور أهم من دور الأم. وعندما أخبرت كارمن بالدور شعرتُ أنها تأثرت جداً وعاشته قبل أن تقوم به، كارمن أعطتني ما أريده وزيادة.
* فيلمكَ صعب نوعاً ما وقد يخاطب شريحة معينة من الناس وقد لا يلائم العامة؟
– اللبناني ذكي جداً، لا أعتقد هناك لبناني سطحي وذكاءه إما أن يوصله إلى الخير أو الشر وهو عانى الامرين ودفع من كيسه ونحن نعرف هذا ونعرف أننا لم نكن نريد الحرب بل فُرضت علينا. والكل يريدنا ان نختلف ولكن هذا لن يحدث والتجارب كثيرة منها في 7 ايار الذي مر. فأتى هذا الفيلم ليخاطب كل لبناني ولا يتوجه الى حزب معين أو فئة معينة أو حتى طائفة. فأنا قمت ببحث طويل حول ذلك ورمزت كل تفصيل الى طائفة ما ودمجتها مع بعضها سواء من ناحية اللباس أو العادات كهز النعش والزفة ولا أحد يقدر أن يقول أن هذا الفيلم يرمز إلى أحد معين بل هو يرمز إلى كل لبنان.
* هل بإستطاعتك أن تحول هذا الفيلم القصير إلى فيلم طويل؟
– أنا أوصلت الرسالة في 12 دقيقة وإختصرت 12 سنة.. لماذا سأكثر الكلام، فلو طولت الفيلم يعني أنه علي الدخول في التفاصيل وأنا أريد فقط زبدة الموضوع دون أن أذكر من قتل من ومن ضرب من. وأهديت العمل الى الشهيد الحق.
* ومن هو الشهيد الحق برأيكَ؟
– كل إنسان يدافع عن أرض وطنه، الجيش اللبناني، المقاومة، المزارع الذي مات في انفجار ما، يمكن الشهيد رفيق الحريري.
* لا شك بوجود توجه سياسي بينك وبين نفسكَ؟
– بيني وبين نفسي توجهي هو لبناني بحت.
* عندما تقدم مثل هذا الفيلم ثم تصور كليب ما، ألا تشعر بالفرق؟
– كليباتي كلها رسائل وكلها عاطفية وإنسانية، قدمت كليبات عن المخدارات وقصص الحب وعن الأم “كليب عاصي الحلاني” وعن التراث ولا مرة عملت كليب فيه خدش للحياء وبلا طعمة أو فيه تزلف.
* وهل الفنانين كانوا بمستوى رسائلك أم أنك تجد صعوبة في أن يتأقلموا مع أفكاركَ؟
– ما أريد قوله قلته في 150 كليب وقدمت العديد من القصص وهناك فنانين أعطيتهم من كل قلبي وقدمت لهم افكاراً أكبر منهم ولا تطلبي مني أن اسميهم لأني لن أفعل وهناك فنانين أعطيتهم وإستحقوا هذه الأفكار.
* هل اليوم تختار الأغنية والفنان الذي تريد التعامل معه؟
– مليون بالمئة. وهذا من زمان وليس الآن، أضع X على بعض الفنانين. الكليبات والأغنيات “اللي بلا طعمة” لا أقبل بها، وكل شيء “شي تك تك شي تيعة “. لو تأتيني أي واحدة لن أسميها فنانة وكائناً من تكون وتريد قصصاً خارجة عن مبادئي وعن فكري كمخرج أرفض ولو وضعت لي ثقلها مالاً.
* لماذا أنتم المخرجون تتصفون بالعصبية والطباع المتقلبة؟
– لأني مثلاً أتابع كل التفاصيل وأريد أن يكون كل شيء كاملاً وبدون أخطاء فهذا التوتر يؤدي إلى العصبية واحيانا أعصب على الاشياء السخيفة أكثر من الاشياء الكبيرة لأنه في مكان ما يجب علي أن أكون قائداً حتى اخذ القرار الصحيح . ولكني اليوم بت أكثر هدوء.
* هل أردتَ أن يكون هذا الفيلم قفزة إلى الأمام وإثبات للذات في الإخراج؟
– نعم، بصراحة أردت إبراز عضلاتي لأقول اننا قادرون على صناعة سينما. ولو أني لم أكن مخرج كليبات ما استطاعت أن أقدم الفيلم بهذا الشكل لأن التراجيديا كان يجب ان تكون موجودة في مكان ما وكنت انتقل في الفيلم كما انتقل في الكليب بتوازٍ بين الحرب والمأتم وهذا الفيلم سيكون توطئة لفيلم موسيقي غنائي قادم.
* ما هي تفاصيل فيلمك السينمائي الطويل القادم؟
– السيناريو إنتهى ونحن بطور التحضير نبحث عن التمويل وسيكون هناك أكثر من شركة داعمة لأنه يحتاج عدة شركات.
* من هم الفنانيين المشاركين في هذا الفيلم الموسيقي؟
– هو فيلم شعبي يحكي كل الناس وبالطبع سأستعين بصديقي عاصي الحلاني وأصوات جيدة مثل ملحم زين ومعين شريف بعد أن نأخذ موافقتهم، فهو فيلم ضخم وذات مستوى رفيع جداً فالأصوات يجب أن تكون مهمة. أما من الأصوات النسائية قد تكون نجوى كرم لأننا نريد أصواتاً جبلية تراثية، لكن لا شيء نهائي حتى الآن، فالأغنيات ما زالت تكتب وتلحن وستكون كلها جديدة خصيصاً للفيلم.
* أجد أن جو الحب والإلفة في الوسط الإخراجي أفضل من ذاك في الوسط الغنائي؟
– المحبة كبيرة والدليل أنه في إطلاق فيلمي الكل أتى، وجونا أحلى من الجو الفني ربما لأننا نحكي بغير لغة وأنا كلبناني أفتخر بأخي اللبناني الذي يقدم عملاً ناجحاً ويهمني أن يكون هناك مخرجين لبنانين وبالتاكيد اللبناني لو وفر له التمويل الصحيح لكان أفضل من المصري فنحن قادرين أن نذهب أشواطاً أبعد منهم.
* لماذا تقول هذا الكلام عن المصريين؟
– لأن في كل مرة أجد من يقول المصري المصري، يا أخي المصري على رأسي وعيني ولكن هل المصريين عاشوا الحرب مثلنا؟ وهل دمرت بلادهم وهل لديهم عدو على حدودهم؟ هم جالسون بأمان وعقدوا صلحاً وإرتاحوا على وضعهم ويقدمون في العام 150 فيلماً. أنا كلبناني أجد نفسي ذكيا و”قبضاي” ومذوق والجميع يعلم من هو اللبناني.
* ألم تضجر من إخراج الكليبات أم أن المال مغرٍ؟
– ومن قال أن الكليبات تدر المال، أحياناً نخسر.
* أي كليب خسر معك؟
– أتكلم بشكل عام، الكليب يخسر لأن أحيانا لقطة ما لا نوفق بها فعلينا أن نعيد التصوير عدة مرات، عموماً الكليب نكهة وليس مال ولا يوجد في لبنان سوى هذا العمل لذا نعمل حتى لا نصدأ.
* من الفنان الذي تحبه كثيراً؟
– معروف حبي لعاصي الحلاني وأحب صابر الرباعي جداً وماجد المهندس علماً أني لم أصور له أخر كليبين، وأحب رامي عياش فهو صديقي ولم أصور له أي كليب. أحب فضل شاكر، جميعهم أصدقائي.
* هل تحب التصوير لفنانة أكثر من فنان؟
– لا، ليس لدي مشكلة، أحب أن أصور الفكرة. صحيح أن الرجل يحب المرأة لأنها تدخل قلبه أكثر لكن أنا لا يوجد في حياتي إمراة والرجل يحب أن يثبت نفسه أمام المرأة ويتفاخر بنفسه.
* تحبُ أن تتفاخر أمام المرأة التي تغريك؟
– انا بداية أحب أن أتفاخر أمام أمي وأحبها أن تفتخر بي، وأن تقول هذا إبني. خاصة أني لستُ متزوجاً والمراة التي تغريني هي المرأة المثقفة الذكية المتفهمة التي ترضي غروري الفكري وتعطيني رؤى.
* وهل صادفتها؟
– لم أجدها أبداً، ظننتُ أني وجدتها منذ فترة فإذا بي وجدتُ كابوساً
* من هي الفنانة التي تعشقها الكاميرا ؟
– الفنانة التي ترقص من دون ان ترقص وتحكي من دون ان تتكلم وتشعر بابتسامتها دون ان تبتسم
* وهل هذه الفنانة موجودة في لبنان ؟
– اي ممكن تكون موجودة .كل فنانة فيها قليل من هذا ولكن لا يوجد احد متكامل الى هذا الحد .