* بداية، لمن لا يعرف فاتنة صلاح الدين، كيف تُعرفين “الشرق أوسطيين” عنك؟
– أولا “مرحبا وأهلا وسهلا فيكن”، لا أريد أن أعرف عن نفسي بطريقة روتينية، ولكن أود أن يتعرف إلي القراء عبر ما أفكر فيه، عما يجول في خاطري، وكيف أتصرف على طبيعتي، وهذا ما إكتسبته من تربيتي وفقا لوالدي “البيروتيين”، واللذين أشكرهما على الحب والثقة التي منحاها لي…
* أنتِ من الوجوه الإعلامية المعروفة والمحبوبة في الولايات المتحدة الأميركية، ما هو الخط السياسي الذي تنتهجينه؟ وإلى أي حزب أميركي تنتمين؟
– بما أنك تحدثت عن الشهرة، فالسبب الأساسي هو محبة الناس لي، وبطبعي أحب الإختلاط بالناس على إختلاف جنسياتهم وثقافاتهم وحضارتهم، وهذا ما أعطاني دعما كبيرا على صعيد المقابلات وخاصة السياسية منها… ووجهة نظري السياسية موضوعية جلية، وأعتقد أن بين رجال السياسة من يعمل لنفسه ومصالحه وهناك من يعمل للمصلح العامة ولا حل وسط! كما أنني أعتبر نفسي “مستقلة” وسوف أبقى كذلك على الدوام، هذا وأعتبر أن الأحزاب السياسية هي ألوان… فقط ولا غير!
علاقتي بالجاليات العربية كافة ممتازة، وهذا بسبب مصداقية صحيفتنا
* كُثر هم الفنانين الذين إستفادوا من خدماتك خلال تواجدهم في الولايات المتحدة الأميركية؛ إلى أي مدى إستفدتِ من خدماتهم خلال تواجدك في البلدان العربية؟
– في نهاية المطاف مهامنا كصحافيين هو إيصال أخبار المشاهير إلى القراء عبر صفحات مطبوعاتنا… بالنسبة إلى المنفعة والإستفادة، فقد تكمن عبر دعوتي للمشاركة في الندوات والمؤتمرات المهمة والتي تتناول قضايا شاملة في الشرق الأوسط، كما ألتقي مع القيادات المهمة على هامش هذه المناسبات، ما يُعزز طبعا صداقتي بهم، وكوني أقطن خارج الوطن العربي، أيقن وأحسن مراقبة المشهد العربي على صعده كافة.
* إلى من تتوجهين عبر صحيفتك؛ من هم الـ Target Audience بالتحديد؟
– الجمهور الأميركي هو الـ Target Audience، وصحيفة “الصحافة” هي محلية وتصدر باللغة الإنكليزية، وتتضمن مقابلات وتحقيقات ومقالات في شتى المجالات التي تمت إلى الشرق الأوسط بصلة (سواء أكانت موضة، جمال، سياسة، فن…)… لاحظت خلال تواجدي في الولايات المتحدة، أن المواطن الأميركي يستقي أخباره ومعلوماته من الوسائل الإعلامية المحلية، ولكن تبدلت المعادلة مع صحيفتنا، والتي فتحت آفاق واسعة للحوار وتبادل وجهات النظر كما الإنفتاح على أخبار وتطورات الشرق أوسطية، مذكرين بالمقولة الشهيرة أنه “هناك دائما أجزاء مبطنة من القصص…”
* كيف تصفين لنا علاقتك بالجاليات العربية وخاصة اللبنانية منها؟
– الحمدلله، علاقتي جيدة مع كافة الجاليات العربية، وهذا بفضل مصداقية وموضوعية صحيفتنا تجاه المواضيع كافة… صحيح أننا نقدم للأميركيين أخبار العالم العربي ونُطلعهم عنه، ولكن بنكهة عربية، وأعتبر أن هذا إنجاز كبير! أما عن علاقتي بالجالية اللبنانية، فهي ممتازة، ولكنني حزينة على “اللبننة” التي لا تزال تسيطر على عقول أفراد الجالية هنا، وأعني طبعا على صعيد التبعية السياسية…
* بما أنك تقطنين في الولايات المتحدة منذ فترة طويلة؛ أخبرينا هل تُشبه الجاليات أوطانها على صعدٍ شتى، مثل الأحياء وطريقة المعيشة؟
– بالطبع، كوني وُلدت في ولاية Ohio، لاحظت أن هناك أوجه شبه كثيرة بين الأحياء العربية وحياة العرب في أوطانهم، فلا يمكنك أن تزيل العروبة من داخل الأشخاص وذلك مهما تبدلت الظروف وأينما حلوا وعاشوا، فهم متمسكون بأُصولهم… وتكاد الموسيقى والأطباق العربية هي التي تُذكرنا بأوطاننا، في حين إنتشرت في الولايات المتحدة العادات العربية ومزاياها كالنرجيلة مثلا، والمكسرات ولعب الورق… وهذا أمر جميل، ويبقى الحنين إلى العائلة والتمسك بالجذور والأصول الأمر البديهي بالنسبة للعرب، وهذه أبرز نقطة إختلاف مع الأميركيين!
هناك حصانة وحماية يُقابلها واجب إحترام الآخرين في التعبير عن الرأي
* إلى أي مدى تعتبرين الولايات المتحدة الأميركية توازي مساحة للحرية؟
– كوني ناشرة وصحافية أميركية، هناك حصانة وحماية، تُقابلها واجبات لإحترام الآخرين في التعبير عن آراءنا، وهذا مذكور في شرعة الحقوق والواجبات… حرية التعبير مقدسة، ولكن هذا لا يعني أن الإفراط بهذا الأمر مُجاز، عندما يتم إختراق أي قانون، هناك معاقبة قاسية، (وحرصا منا على المصداقية ننشر ما ورد على لسان فاتنة بالإنكليزية):
“Amendment I – Freedom of Religion, Press, Expression; Congress shall make no law respecting an establishment of religion, or prohibiting the free exercise thereof; or abridging the freedom of speech, or of the press; or the right of the people peaceably to assemble, and to petition the Government for a redress of grievances”.
* ما هو تأثير الأزمة المالية على سوق الإعلام والإعلان؟
– للإقتصاد أهمية كُبرى على صعيد الإعلام والإعلان، وقد بدت التأثيرات المباشرة للأزمة الإقتصادية بما يتعلق في الإعلانات والرعاة الرسميين لوسائل الإعلام المختلفة ما يتيح لها متابعة أعمالها، وقد إنحسر هذا الموضوع مع تطور الأزمة الإقتصادية العالمية!
أنا لبنانية… ونقطة عالسطر…
* أخبرينا أكثر عن الصحيفة وكيفية توزيعها؛ في أية مناطق تُوَزع؟
– مع صدور عدد شهر كانون الثاني- يناير 2011، يكون هذا العيد العاشر للصحيفة، هذا وقد حصلنا على ثقة وتهنأة نادي الصحافة في واشنطن ونيو يورك، هذا وقد عرفت صحيفة “الصحافة” إنتشارا كبيرا بسبب أسفاري المتعددة ومشاركتي في العديد من الندوات… لدينا قاعدة جماهرية لا يُستهان بها، فهناك أكثر من مئتي ألف متابع للموقع شهريا، كما وأننا ننشر حوالي الخمسمائة ألف عدد شهريا، وهناك أكثر من ثلاثين ألف مشترك حول العالم!
* من هي الجاليات العربية الأكثر قراءةً للصحيفة؟
– في العقد الماضي، إكتسبنا نسبة كبيرة من القراء من الجاليات العربية، وعند تنويع المواضيع بإختلاف مصادرها أو البلد الذي نتناوله في مقالاتنا أو في المقابلات مع الرموز البارزين، يزداد عدد المشتركين والقراء.
* رأينا في مرات عديدة صور الرئيس الشهيد رفيق الحريري على صفحات جريدتك؛ هل تنتمين إلى جهة 14 آذار اللبنانية؟ أم أنه هناك تمويل من جهتهم؟
– جواز سفري اللبناني لا يُشير إلى كوني “لا 14 ولا 8… ونقطة على السطر، أنا لبنانية!”، وهذا من أكثر الأسئلة التي تسبب الإنقسام أو تزيد الواقع أسى! لا أحبذ أي حزب في لبنان، فكل الأحزاب برأيي تخلق المشاحنات في الشارع اللبناني، ولا يعملون على سد ثغرة الإنقسام الحاصل… وكما أقول دائما، على سبيل المزاح، أنا دائما مع “13 آذار”… وهو تاريخ مولدي!
أما بالنسبة إلى الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فأنا أحترمه وأقدره كثيرا، وكانت تربطني به علاقة طيبة مبنية على الصداقة والإحترام، ولطالما دعم مشروعي وأثنى على جهودنا لإيصال هذه الصورة الحسنة عن الوطن العربي!
* من هم المشاهير الذين تحبينهم الأكثر من بين المتواجدين على الساحة اليوم؟
من بين المشاهير العرب، أفضل الممثلين العظيمين، أو إذا صح التعبير الثنائي عُمر الشريف وفاتن حمامة، وليس فقط لأنهما مبدعين ولكنهما يحملان نفس أسماء والدي ووالدتي عمر وفاتن.
* كلمة أخيرة
أود ان أشكركم قبل كل شيء لإستضافتي عبر شبكتكم، فالإعلام من أهم الوسائل التي تجعلنا أقرب إلى الناس نتشارك وإياهم أفكارنا وطروحاتنا، وبالمناسبة أُهديكم أغنية “يا الغايبين” للفنان نقولا سعادة نخلة، المليئة بالأشواق والأحاسيس التي تختلجنا نحن المغتربين والذين نتوق إلى وطننا الأم… على أمل أن ألتقي بكم في رحلتي القادمة إلى الشرق الأوسط…