أطل العام الجديد، وأطلت معه وسائل الاعلام الفنية بعنوان عريض، مفاده ان “نانسي عجرم تحدت الحمل وإجهاده واشعلت ليلة رأس السنة”. وفي التفاصيل انها: “أشعلت حفلها في فندق سميراميس بالقاهرة، ونزلت من على خشبة المسرح غير مرة، وأنشدت في فقرتها التي استمرت قرابة ساعتين متواصلتين، معظم أغاني ألبومها الجديد “N 7”، الى جانب باقة من أغانيها القديمة، التي طلبها الجمهور. واستمر الحفل الى قرابة السادسة من صباح اليوم التالي، وحضره أكثر من 10 آلاف شخص، امتلأت بهم قاعة كليوباترا، ما دعا منظم الحفل الى حشد طاولات اضافية، الى حد أصبحت معه الصالة بلا ممرات للخروج أوالدخول، علماً ان البطاقات كانت قد نَفِدَت عن آخرها قبل ايام من السهرة، الأمر الذي دفع بعضهم الى طلبها من السوق السوداء بأسعار خيالية“.
سر النجاح
والسؤال الذي يُطرَح، بعد قراءة مثل هذا الخبر، هو: ما سر هذا النجاح؟ بل – الأصح– ما سر استمرار هذا النجاح على مدى سنوات وسنوات، منذ اطلالة نانسي الأولى وحتى الآن؟ وبالتالي: هل هو صوتها، أم شكلها، أم ماذا؟
والجواب البدهي عن كل هذه التساؤلات انها نجمة “طبيعية”، أو بكلام آخر “عفوية”، تطل على الناس بطريقة غير مصطنعة، فتدخل القلوب من دون استئذان، وتستقر بها… والى ذلك كله فإن “الكاريزما” التي تتمتع بها هي من النوع العابر لكل الأعمار: هذا يرى فيها صديقته، وذاك يرى فيها فتاة احلامه، فيما يرى ثالث انها حورية تعيده الى ايام الصبا والشباب، ورابع يرى ان وجهها الطفولي وابتسامتها الجميلة يعيدان الحياة الى حياته، الخ…
نجمة كل الفصول
ولكن ما الذي يجعل جمهوراً يقدر بالآلاف “يدفع” و”يتدافع” ليسهر مع نجمة حامل ليلة رأس السنة، ويستقبل معها ايضاً العام الجديد، بعيداً عن أي اغراء مفتعل أو أي اشارة إلى أي نوع مصطنع من الاثارة؟
والجواب مرة اخرى هو انها “طبيعية”، وكونها طبيعية فإنها كالطبيعة حلوة بكل فصولها، وأحلى فصول نانسي هو فصل الأمومة، الذي بدأته منذ سنتين مع ابنتها ميلا، التي ابصرت النور في 16 أيار 2009، وهو يوم عيد ميلادها نفسه.
في ذلك اليوم قالت نانسي: لا أستطيع أن أصف مشاعرى عندما رأت عيناي ميلا للوهلة الأولى… فقد نظرت الى ملامحها ووضعت يدي عليها برفق، ووجدتني أصاب بقشعريرة غريبة لم اشعر بمثلها طيلة حياتي، ووجدت جسدي كله يهتز بقوة، وسرت قشعريرة في مسامي. واضافت: من دون أن أشعر، وجدت نفسي أتذكر ما كنت اسمعه من قبل النساء اللواتي سبقنني في الإنجاب وتأكيدهن أن حياتهن قبل الولادة شيء وبعدها أصبحت شيئاً آخر، بمعنى أن حياتهن قبل الإنجاب كانت ملكاً خالصاً لهن، وبعدها أصبحت ملكاً لأطفالهن، وقولهن أيضاً إن حياتهن أصبحت لها قيمة عظيمة بعد الإنجاب. وهكذا أصبحت أشعر الآن…
وعن مشاعرها الخاصة، بعدما وضعت طفلتها فى اليوم نفسه المصادف لتاريخ ميلادها، قالت آنذاك: لقد تمنيت هذا، وكنت أقول للمقربين مني أنني أتمنى أن أنجب في هذا اليوم، وكانوا يضحكون مني، وظللت أدعو الله كثيراً كي يتحقق هذا من دون أن أتوقع أن يستجيب لي، ولهذا ظللت، وسأظل، أحمد الله كثيراً على استجابته لدعائي… أجمل شيء هو أنني سأحتفل بعيد ميلادى وعيد ميلاد ابنتي في يوم واحد، في الأعوام المقبلة إن شاء الله… فهل هناك أجمل من هذا؟
الشجرة الخيرة
وعن أسباب اختيار “ميلا” اسماً لابنتها وتسجيل أغنية لها قبل ولادتها، قالت: لقد اخترت اسم “ميلا” لابنتنا، لأنه اسم عربي جميل ومميز، ومعناه “الشجرة الخيرة متعددة الغصون” (المَيْلاء في “مقاييس اللغة” هي الشجرة كثيرة الفروع، و”المائِلاتُ” في الحديثِ: هن اللواتي يَمِلْنَ خُيَلاءَ، و”المُميلاتُ” في القاموس المحيط: هن اللواتي يُمِلْنَ قُلوبَنا إليهِن)، وبعد استقرارنا على هذا الاسم، اتخذت قراري بتسجيل الأغنية لأهديها اليها: “غنيت شو غنيت ما حسيت ما حسيت/اني قبل منك كنت غني/ضيعت قلبي كتر ما حنيت ما حنيت/خلقتي ومعك قلبي طلع مني/روح الماما يا قلب الماما/انتي حياتا وانتي غراما/عيونك بدي غنيلا/ يا رب تكبر ميلا/غنيت شو غنيت ما حسيت ما حسيت/اني قبل منك كنت غني/كنتي ببيت صغير وقت كبير/خفت كتير، دقات قلبي ماتوعليكي/معقول لاقي سرير حب كبير حب كبير/اكتر ما دفيتك بدفيكي/روح الماما يا قلب الماما/انتي حياتا وانتي غراما/عيونك بدي غنيلا/يا رب تكبر ميلا“…
وابتسمت قبل ان تضيف: ستجدون ادائي هذه الأغنية مختلفاً تماماً عما سبق، كوني سأغنيها بإحساس أقوى ومشاعر حقيقية عشتها وأعيشها بنفسي، فأنا أعشق الأطفال قبل أن أرزق طفلتي، وكان هذا واضحاً فى أغاني السابقة لهم، فما بالكم الآن وقد رزقني الله “ميلا”؟
وفي آخر حديث صحافي أدلت به عشية الاحتفال بعيدي الميلاد ورأس السنة، قالت نانسي: بعدما اصبحت اماً صرت أقدر أهلي أكثر بمليون مرة مما كنت أقدرهم في السابق، وصرت أعرف ماذا تعني كلمة أهل، وماذا تعني ان يخافوا على اولادهم، ومعنى عدم “نومهم الليل” وهم يفكرون فيهم او يقلقون عليهم في النهار.
وعن تمنياتها في العام الجديد، قالت: تمنيت ما يتمناه كل الناس: الصحة ومن ثم الصحة، كما تمنيت راحة البال وكل ما هو جميل لي ولعائلتي، ولكل الناس الذين احبهم ويحبونني، ولوطننا لبنان السلام والازدهار، وأن يعم السلام والطمأنينة كل الشعوب العربية والعالم.
يبقى ان هذه الصورة لنانسي وهي تمضي مع ابنتها “ميلا” أجمل ليلة ميلاد، متمنين دوام الأخضرار والنمو لـ “الشجرة الخيرة متعددة الغصون”، وكل الخير للأم الحنون… التي “تميل” كل القلوب اليها