*ألا ينصحك الطبيب بالتخفيف من العصبية الزائدة و”بلا حرق أعصاب” على الأغنية اللبنانية؟
-“يا خيي بتحكي بتحكي.. بلا نفعة!” يظنون أن ملحم بركات يقف ضد اللهجة المصرية ويحاربها! “بالعكس!” (يقولها بانفعال كبير).. يجب أن تتنافس اللهجات المصرية واللبنانية والخليجية.. إن لم نتمكن بعد من حرق الوطن، أنحرق الفن فيه؟! لماذا نريد غناء المصري؟! على قدر حبي للبنان، أنا أعادي مصر بأكملها! أضحي باسمي وبشهرتي وبكل ما أملك لأجل الوطن والحضارة والثقافة! وهذا لا يجوز! والمسألة ليست بالفن وحده، فإذا سمعتُ أن أحد الأطباء البارزين في لبنان، انتقل للإستقرار في بلد عربي آخر، أتضايق كثيراً لأنه سيمارس مهنة الطب خارج لبنان، واللبنانيون في أمس الحاجة إليه.. أين الوفاء للوطن؟! والأغنية اللبنانية، “احترق دينن” الفنانين الكبار لتأسيسها.. أنا لا أنكر أننا تعلمنا الفن من كبار فناني مصر، أمثال أم كلثوم، ولكن ملحنينا العمالقة صنعوا أغنية كبيرة، فلمَ تريدون محاربتها؟ لمَ تحاربون ملحم بركات وتحاربون ما أسسه “بيت الرحباني ووديع وفيلمون وزكي؟!” أنا لا أقول “ما تغنوا مصري!” فليغني الفنانون اللبنانيون أغنية واحدة أو إثنتين مصريتين في السنة كلها، والباقي لبناني! سمعتُ اليوم أغنية لراغب علامة باللهجة اللبنانية، “كبر قلبي!” ألا يخجل راغب علامة ووليد توفيق وإليسا ونانسي وغيرهم من حمل الهوية اللبنانية.. “عيب”! “في وطن، في شعب.. كرامة وطن، وكرامة شعب.. ليش ما بكونوا متلي لبنانيي متل الخلق؟!” صباح ووديع الصافي غنوا المصري ولكن “ما انبطحوا”! لا تتركوني أتحمل الحرب وحدي!
*نجوى كرم تخوض حرب الأغنية اللبنانية معك، كيف علاقتكما اليوم؟
– نجوى “كتير مهمة وفنانة وبتفهم!” ولديها معلومات فنية عظيمة تخولها التدخل في اللحن والتوزيع وكل عناصر الأغنية! ولكن لا يمكنك أن تتفاهم معها إلا عندما تكون “رايقة.. عم تاخد وتعطي..”
*هل نجحت مع ماجدة الرومي أكثر مما نجحت مع نجوى؟
– ماجدة نجحت أكثر لأن الأغنية موضوعها جديد، أما نجوى كرم، فدخلتُ على حياتها الفنية منتظراً التغيير فيها، فابتعدتُ عن الأغنية الشعبية رغم أنني أول من غنى الشعبي و”الطقاطيق” مثل “مرتي حلوة” و”بدي جيب عليها ضرة”.. ويُحتمل أن الأفكار التي طبَقتها لنجوى لم تكن قوية. كما هناك عوامل أخرى مثل التوزيع الذي قد يحطم أغنية ما، لأن الموزع اختار أن يحذف جملة موسيقية للملحن! وهذا لا يجوز!
*هل ستغني من كلمات نجوى كرم؟
– “ليش نجوى شاعرة؟! .. ما عندي علم!”.. إنما نجوى مخضرمة، والفنان عندما يصبح مخضرماً يصبح تكملةً للشاعر! أذكر أنني مرة كنت أكلمها عبر الهاتف وكنا نتناقش بحدَة حول أغنية ما، قالت هي إنها لم تحب كلامها ولحنها، فقلتُ لها: “بدك مليون سنة لتفهميني بالفن!”، وأقفلنا الخط. ثم عادت واتصلت بي لتقول: “بتعرف إنو بدك مليون سنة، هو مطلع أغنية؟!” فاتصلت بنزار فرنسيس فوراً الذي شاركنا الرأي، فأُنجزنا أغنية “بدك مليون سنة” التي كانت في البداية لنجوى، ومجدداً عادت لتقول إنها لم تعجبها، فغنيتها أنا!
* وما كان رأيها عندما حققت الأغنية نجاحاً كبيراً؟
– قلت لها: “هيك بدِك؟! فأجابتني: “صحتين عقلبك..كأني أنا غنيتها!”.. هي فنانة تقدر الفن وليست كما غيرها، تحقِدُ على نجاحك!
* لمن برأيك قالت نجوى كرم: “ارتاحوا: ما رح غني من ألحانو..” وأنت لم تلحن من فترة طويلة إلا لماجدة الرومي ولشذا حسون.. هل أرادت إيصال رسالة ما؟!
– لا أعلم! لم أكن أعلم أنها قالت هكذا.. اسألها هي! وأنا ألحن لأي كان.. “شو فارقة معي؟!” اليوم عليك أن تقدم الكثير من الأعمال وإلا تجلس في البيت!
*هل سمعت ما قاله زياد بطرس عن أنه لا يقبل التلحين لماجدة الرومي؟
-“هو حر وبيتفلسف كتير!” أحب زياد، وجلسنا سوياً في مصر لعدة أيام.. “نفسيته حلوة”! ولكن عليه أن يخفف من التصريحات النارية وأن يلحن “كم غنيِة متل الخلق!” هذا الكلام غير مقبول! شقيقته فنانة مهمة، ولكن شرفٌ عظيم له أن يلحن لماجدة الرومي!
*تصالحتَ مع محمد عبدو نهائياً؟
– كلا.. لم أره بعد! ولكن أنا لا أحقد.. الموضوع انتهى ومحمد عبدو “زلمي كبير”، أخطأ دون قصدٍ كما قال، ولم أكن أرغب أن أصل وإياه إلى هذا، فهو فنان الخليج الأول!
* هل استمعت لألبوم السيدة فيروز؟
– استمعتُ إلى أغنية واحدة، وزياد تحبه الناس “شو ما عمل”! ولكن “وحياة ولادي.. وحياة ولادي..” (يقولها بغصة)، عندما سمعت جديدَ فيروز انتعشت! أعادتني ثلاثين سنة إلى الوراء، “أيام ما كان الفن، فن”!
*لا تزال ترفض الدخول بموضوع السيدة فيروز وورثة منصور الرحباني؟
-“لا لا لا… ما ليك وين صرنا.. بيت الرحباني دولة! جعلوا من أنفسهم أضحوكة العالم”!
*أجمع النقاد على فشل مسرحية “ومن الحب ما قتل”؟
– لا أريد التعليق على الموضوع، لديَ إجتماعات عدة مع غسان الرحباني ومن ثم أعلق!
*بمَ ستبحثان؟
– لم نجتمع بعد!
* ولكن ما كان الخلل برأيك؟!
– كنا نفكر بعرضِها على أحد المسارح مجدداً، بعد إجراء التعديلات عليها.. الخلل كان في عدة نواحٍ وأتحدى أن يقوى أحدهم على إنجاز مسرحية بـ 32 يوم! كدنا نتراجع عنها “آخر تكة”، فالتمويل لم يكن جيداً وهناك الكثير من الفضائح التي لن أتحدث فيها الآن.. والمسرحية أصبحت خلفي..
*ما هو مصير الأغنية التي لحنتها لوائل؟
– أي أغنية؟!
*أغنية “عيب عاللي بيعمل عيب”؟
– لا زالت موجودة! ووائل لم يتصل بي.. هل يعتقد أنني “رح أركض وراه؟!” الملحن يركض وراء الشاعر والمطرب يركض وراء الملحن والشاعر! وائل لم يتصل بي يوماً وهو يعيش في جو بعيد عن كل العالم! أتضايق عندما أراه بعيداً عن الساحة الغنائية، بعيداً عن الأغنيات “الضاربة”، فهو لم يبدأ هكذا!
يُذكر أن اللقاء أجراه مدير التحرير رامي زين الدين، فيما ترأس تحرير المجلة الزميلة سارة تابت.