في زمن #الكورونا
نكتشف كمّ أن بعض يومياتنا الثقيلة والسخيفة كانت متعة
وكيف أن رؤية الناس والقيام بالزيارات واللقاءات كانت نعمة
وأن الوحدة الإجبارية قاتلة …
في زمن الكورونا أضحى للقبلة معنى أعمق وللضمّة إشتياق مرير وللسلام حنين
مؤجل
في زمن الكورونا
تحجر نفسك في البيت ، وليس بإمكانك ضمّ طفل أو تقبيل جبين أمّ أو الاتكاء على حضن أب
تخاف عليهم منك … فتقاطعهم وتكتفي بالصلوات والأدعية لهم عن بعد
وتراهُم كما لم تراهم من قبل
أو كأنّك لن تراهم بعد اليوم …
في زمن الكورونا ، تعِد نفسك بأشياء وأشياء أنّك وما أن ينتهي هذا الكابوس
الموبوء
لن تترك مناسبة إلّا وسوف تشارك بها
و لن تؤجل موعداً
و سوف تضمّ أحبائك وتقبّلهم في كل وقت
وأنك سوف تحتفل بالحياة بعد أن داهمك الموت واقترب منك سريعاً وكثيرا
وقد تتخذ قرارات بالجملة
سأكون طيباً مع الجميع ،
لا للكره ، لا للخصام ، ولا للنميمة
وتقول لنفسك لربّما ما نعيشه اليوم هو غضب إلهي عقاباً على كثرة شرورنا
وتردّد حسناً : لن أكنِزَ كنوزاً على هذه الأرض وما نفعها ؟
إن كان الملوك والرؤساء وأغنى الأغنياء
قد تقتلهم ذرّة واحدة من رذاذٍ موبوء
في زمن الكورونا يمرّ شريط حياتك سريعاً أمام عينيك
كل مرّة كنت فيها ظالماً وليس مظلوماً
كل مرّة لعنتَ ما أنعَم به الله عليك
في كل مرة كنت جاحداً وقاسي ولم تسامح من أساء إليك
وكمّ من مرّة إشتهيتَ ما هو لقريبك
وغيرها من أخطائك وخطاياك
وتعود لتضرّع إلى الله الذي لم يكن بالأمس من أولوياتك
لتناجيه وتحاكيه وتطلب منه الصفح والغفران
إنّه زمن مؤبوء منذ زمن
والكورونا
ليس إلّا فرصة لتطهير النفس قبل الجسد