لا يكفيها حقها أن نقول إنها مُحاورة، فحين نتابعها نشعر أنها تضع في كل حوار جزءاً من شخصيتها الأخاذة وثقتها بنفسها، في خليط “كيلاني” بإمتياز ومعلومات لا تخطىء ولياقة لا يضاهيها فيها أحد، رغم الإتهامات السطحية والفارغة التي تنهال عليها بأنها هجومية حيناً وإستفزازية أحياناً أخرى..
في شخصيتها سحرٌ يجذبك لمتابعتها دون سواها، وشاء البعض أم أبوا هي رقم صعب على الشاشات العربية وتتمنى كل محطة لو أنها ضمن فريقها، لأنها ببساطة وفاء الكيلاني التي حاورناها، فكان ما يلي:
لماذا “نورت” كان الخيار لإسم برنامجك الجديد عبر الـ MBC؟
سؤال وجيه وقد طرحته على الـ MBC حين عرضوا عليّ البرنامج، فقالوا لي إنها ستنوّر بك وبضيوفك، فأعجبتني الفكرة..
غبتِ عنّا كثيراً..
لا، “يا دوبك” غبت تسعة أشهر، حيث أنجبت إبني واهتممت به..
شعرنا أن غيابك طال أكثر من تسعة أشهر بكثير، فالشاشة إشتاقتكِ..
“يا بختي”.. أنتم تحبونني لذا شعرتم أن غيابي طال وهذه نعمة من رب العالمين..
هل كنت تتابعين البرامج التلفزيونية أثناء غيابك؟
للصراحة لم أفعل، فحملي “دمّو تقيل” ولم أستطع أن أجد وقتاً للراحة، ذلك إضافة إلى أنني سافرت إلى إيطاليا لأنجب هناك وفيها لا تتوفر القنوات عربية!
لماذا إخترت الإنجاب في إيطاليا؟
أحب تلك البلاد وزوجي وأنا نحمل الجنسية الإيطالية.. في وقت الحمل تكون المرأة على أعصابها ولا تطيق نفسها، فالأفضل أن تكون في مكان لا يعرفها فيه أحد.
أخبريني عن ماما وفاء، كيف هي؟
ماما وفاء حنونة جداً.. لا كلمة لي على أولادي، ما تقوله إبنتي هو “اللي يمشي”، هي عنيدة كأمها.. لا يمكنني أن أجد كلمات توازي شعور الأمومة، لكن ما أدعو له هو ألا يحرم الله أي سيدة من هذا الشعور لأن الأولاد هم أكبر نعمة والأغلى في الدنيا.. حين ترزقين بأطفال، تسألين نفسك: كيف كنت أعيش قبلهم؟ قبل أن تصبح المرأة أماً أو الرجل أباً، يعيشان لأمور وأهداف يعتقدانها أساسية ومهمة، لكن الحقيقة هي أن الأولاد هم روح الحياة.
إبنتك صار عمرها 3 سنوات، هل بدأت تجتاح خزانتك وتستعير أحذيتك؟
(تضحك): “آه” ترتدي أحذيتي وملابسي وتضع من ماكياجي والأهم طلاء الأضافر “عاملّنا مشكلة في البيت”.. شخصيتها مستقلة وقوية جداً..
أي أم تخاف على ابنتها وتفكر بالمراحل المتقدمة، حين ستكبر وتغرم ويأتي رجل ليأخذها من حضن بيتها.. هل تفكرين بهذه الأمور؟
طبعاً.. أخاف من “بكرا” ومن الرجل الذي سيأتي ليأخذها.. أقلق لأنني أريد لها رجلاً يخاف الله فيها ويحترمها ويعتني بها ويكون صاحب أخلاق.. وأفكر: إذا كان في عصرنا هذا أمور لا أستسيغها، فكيف سيكون الحال بعد عشرين عاماً، حين ستكون إبنتي صارت صبية؟! الأهم عندي الآن أن أزرع فيها الخصال الحميدة والطيبة وكل زرع جيّد، ستكون نتائجه نضرة دون شك..
إشتقت لمصر؟
أشتاق لمصر ولا أشتاق لها، لأنها بدمي ومهما إبتعدت عنها أشعر أن مصر ترافقني.. “الوطن عمرو ما بيفارقك وبيبقى بدمّك”..
هل تشعرين بأمل لمستقبل جيد لمصر؟
أنا مؤمنة أن مصر كانت ولا تزال مهمة ليس فقط للمصريين وإنما لكل الدول العربية.. مصر تبدّل اليوم جلدها وهذا ليس سهلاً وله ثمن، وكل الثورات لها ثمن..
البعض يصفك بأنك هجومية والبعض الآخر يقول إنك جريئة، فكيف تصفين أنت نفسك؟
لست هجومية أو جريئة، أنا موضوعية، لا أعرف “أبيض طناجر” كما تقولون في لبنان ولا أن “أمسح جوخ” كما نقول في مصر! أقول الكلمة الحلوة في مكانها، وأناقش ضيفي بموضوعية وبكل أناقة.. بعمري لم أستخدم مفرداً أعتبره هجومياً، وبعمري لم أشعر أنني جريئة. أنا لا أرى أنني جريئة.. أنا موضوعية لكن الأخيرة باتت تُحسب جرأة..
وهل أنت موضوعية أيضاً فيما يخصّ الضيوف الذين تحبينهم على الصعيد الشخصي؟ هل تواجهين هؤلاء بإخفاقاتهم؟
“حَصَل”، كل الذين استضفتهم، أحبهم.. الضيوف الذين لم يكونوا قريبين إلى قلبي في كل سنين عمري المهنية، يعدّون على أصابع اليد الواحدة، وما تبقى من ضيوف أحبهم وأتابع أعمالهم على الصعيد الشخصي.. وأكثر، الحلقات التي اعتُبرت جريئة فيها، كانت لضيوف أحبهم كثيراً..
تماماً كما حصل مع هاني شاكر، الذي استضفته في “نورت” وكانت أول إطلالة له بعد وفاة إبنته..
هاني شاكر قمة من القِمم العربية وليس فقط المصرية.. نعتز به كمصريين والكل يعتزون به وهو آخر رواد الزمن الجميل، أحبه وأحترمه كثيراً..
كثر عاتبوك لأنك تطرقت لمأساة إبنته وأبكيته..
أي كان سواء أنا أو غيري إستضاف هاني شاكر بعد وفاة إبنته، لتطرق إلى الموضوع.. ما حدث مع إبنته مأساة هزّتني وكان من الطبيعي ألا أتجاهل الموضوع وهو ما قلته له أصلاً أثناء اللقاء.. إبنة هاني شاكر لم تكن شيئاً يمكن التغاضي عنه في حياته، بل كانت حياته كلها! من يعاتبي أقول له: “صلي ع النبي”!
ما الذي تبدّل عليك بين البرامج التي كنت تحاورين فيها شخصاً واحداً وبين “نورت”؟
في البرامج التي يكون نجمها ضيف واحد، يكون الحوار أعمق والملفات دسمة نغطيها من الألف إلى الياء، لكن “نورت” برنامج حواري Light، مدته 70 دقيقة وأستضيف خلاله 5 ضيوف، وأنا عن نفسي أستمتع في تقديم النوعين من البرامج! لم آت إلى “نورت” لأبرز قدراتي التي يعرفها الجمهور وأنا وضيوفي، لكن الناس تراني فيه من زاوية جديدة ربما لم يروها من قبل وأنا كنت بحاجة لأن ألقي الضوء على هذا الجانب من شخصيتي..
قارن البعض برنامجك بالبرامج الحوارية الأخرى التي تستقبل مجموعة ضيوف، فماذا تقولين عن ذلك؟
يعجبني الكلام العقلاني، ولا أحب من يسعى وراء فرقعة إعلامية يقتبسها الآخرون وينقلونها دونما تحليل أو أي إجتهاد! جميع البرامج تقوم على ديكور وكراسي وطاولة وضيوف وتناقش حالات إجتماعية وإنسانية وشخصية وغيرها والتلفزيون هو التلفزيون، لكن الإختلاف يكمن في المضمون وأسلوب المحاور والكاريزما التي يتمتع بها.. ألا يؤدي جميع الفنانين أغنيات سواء كانت عاطفية أو إجتماعية أو راقصة وغيرها؟! لكن في النهاية جميع الأغنيات تختلف في اللحن والكلمات والتوزيع!
هل تزعجك هذه المقارنات؟
أبداً، أضحك على المقارنات.. يرسمون الإبتسامة على شفاهي.. طوال عمري أحترم ولا أزال النقد الموضوعي البناء، ويوماً لم أخرج لأصرح بأن فلان يقلدني أو علان ينسخ برنامجي، حتى ولو حدث ذلك فعلاً!
هل من ضيوف يرفضون الإطلالة معك لأن من نسخ وروج لفكرة أنك هجومية، أثر على أفكارهم؟
لا أعرف إن كان هناك ضيوفاً رفضوا الإطلالة معي لا في “نورت” ولا في أي برامج أخرى، بل هناك فريق عمل يتابع هذه الأمور.. وفيما خصّ “نورت” فأنا أقترح بعض الأسماء مع الـ MBC وهم من يقومون بالإتصالات اللازمة.. كل ضيوفي أسعدوني ومن أعرفهم سعدت بهم ومن لا أعرفهم تعرفت عليهم..
هل تطلين علينا في رمضان أم تستريحين مع العائلة؟
يحتمل أن أمضيه مع العائلة ويحتمل أن أكون موجودة على الشاشة ولكن ليس عبر MBC.. يحتمل أن أطل من مصر، لكن الإعتبارات الأسرية لها الأولوية..
وبعد رمضان؟
أعود في “نورت” وإحتمال أن تروني في مشروع جميل قبل رمضان عبر الـ MBC، سيشكل حدثاً وسأطلعكم علها أولاً..
نقلت جريدة “السياسة” كلاماً عن لسانك مفاده أنك تؤيدين النقد الذي يعتمد على قلة الأدب، هلا أوضحت لنا الأمر؟
ما قلته وتم فهمه بشكل خاطىء عن غير قصد هو أنني أركز على النقد البنَّاء حتى ولو كان قاسياً عليّ شرط ألا يتضمن تجريحاً وأحياناً كثيرة أستفيد من هذا النوع من النقد وأشكر مُطلقه، وأضفت أن هناك دخلاء على الصحافة كأي مهنة، وبعضهم يطلق كلاماً قليل الأدب وهذا ما لا أقف عنده ولا أقول كُتب عني كذا وكذا.. فُهم كلامي خطأ للأسف ونشر عكس ما عنيت!