“سكروا” الشاشات وملأت صورهم المطبوعات وتوقعاتهم بقدها وقديدها تشغل بال العالم العربي في كل عام، إلا أن المفاجأة الحقيقية جاءت في تلقّي الجميع ضربة قاضية ليفقدوا مصداقية قد يكون البعض طبع بها بعض الأسماء، وبصرف النظر عن كون يدعي أنه توقع انقلاب تونس وفرار الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي مع عائلته بعد ثورة تونسية ستفتح شهية كثيرين في العالم العربي المليء بشبهاء بن علي وعائلته، وسيدعون أنهم توقعوا استقالة الحكومة في لبنان، إلا أن الحقيقة أن ما يحدث في لبنان متوقع ومقروء، وإذا اردنا أن نقدم جردة لبعضهم بما توقعه ولم يحدث، أو بالتناقض الفاضح في توقعاته بين مطبوعة وإذاعة وشاشة لعام واحد، فإنه سيعتزل التوقعات وتوقعها !
فهذا العام توقع الفلكي التونسي حسن الشارني بأن يشهد العام 2011 اضطرابات كبيرة، وصفها بالرهيبة والعجيبة ، والفلكي التونسي الذي يضاف إلى اسمه لقب منصب نائب رئيس الإتحاد العالمي للفلكيين، وفي تنبؤاته للعام 2011، والتي نشرتها صحيفة “الحدث” التونسية، أكد أن “الدلائل الفلكية” تشير إلى أن العام 2011 الذي سيكون أول أيامه يوم زحل، أي السبت، سيكون عاماً هادئاً خلال الأشهر الأربعة الأولى، ليُصبح بعد ذلك عاًما مضطرباً على كل الأصعدة“
بالطبع علينا أن نسأل الشارني التونسي كيف حدث ولم يتنبا بثورة شعبه التونسي وفرار رئيس بلاده المخلوع،ام أن هؤلاء لا يجرؤون على التنبأ بأحداث بلادهم ومستقبل رؤسائها !!
والغرب من التونسي الشارني، كان المغربي عبد العزيز الخطابي، الذي تنبا للكرة الأرضية وقاراتها كاملة على طريقة التونسي وتجاهل ذكر وطنه المغرب وكأنه غير موجود على خارطة العالم!!
وفي لبنان، حدث ولا حرج ، ونتجنب ذكر أسماء لنحفظ لماغي فرح حقّها، إلا أننا على سبيل المثال لا الحصر، نذكر من توقع للعام 2010 اعتكاف الرئيس سعد الحريري بسبب مشاريع الخصخصة وعودة الرئيس فؤاد السنيورة، فلا الأول اعتكف ولا الثاني عاد لفترة، وكنا نود لو نشير إلى بعض الأسماء ونقارن بين ما قالوه العام الماضي عن ضربة إقليمية آتية “لا محالة” أواخر العام 2010 ولم تأتِ الضربة “وحالة هؤلاء أصبحت حالة”، فقد غيروا هذا العام توقعهم وأكدوا الطلائعية والانتصارات!!
كيف قَضَت ماغي فرح على أسماء وتوقعات كل الآخرين؟ لا يحتاج الأمر إلى طول تفكير، ولا إلى دلالات على الحسابات الفلكية التي تقدمها كل عام بعد شهور من رصد حركة تناغم وتنافر الكواكب، ولا نريد هنا أن نقدم مطالعة “طويلة عريضة”عن علوم الفلك عند العرب بل عند معظم الشعوب القديمة، إنما نود أن نرد القارىء إلى كتاب ماغي فرح “2011 سنة المخاطر الصاعقة”، فنشير إلى تحديدها أن سنة 2011 ستكون أسوأ من العام الماضي، وأنها سنة متأزمة جداً بسبب المواقع الفلكية المتنافرة ووصفتها بالسنة بالشرسة والقاسية ابتداءً من 22 كانون الثاني ، وتبلغ ذروتها في 11 آذار على جميع الأصعدة، من حروب وأزمات وكوارث ومفاجآت وفضائح ومحاكمات. وكلها ستجعل منها فترة المفاجآت الصاعقة.
وحدها ماغي فرح أشارت إلى الأشهر المضطربة التي ستبدأ بها السنة وبأننا سنشهد حرباً ـ لم تحدد ماهيتها ومكانها ـ لأن أورانوس سيغير خطه بعد استقرار دام7 سنوات، ليدخل برج الحمل في 22 كانون الثاني وينضم إلى كوكب جوبتير ليقابلا ساتورن الموجود في برج الميزان منذ العام الماضي، فيواجهانه معاً وتبدأ البلبلة.
وبحسب ماغي فرح هي سنة “الهر ” صينيا، وتحت نفس الطالع شهد لبنان بداية الحرب الأهلية سنة 1975، واغتيل رئيسين للولايات المتحدة الاميركية، أبراهام لينكولن عام 1865 وجون كيندي عام 1963 ، وأنها سنة تتميز بحركة فلكية مؤثرة واستثنائية ، وتصفها بـ “بداية عصر التغيير” وتشهد على تبدل فلكي كبير ودخول “جوبيتير” و”أورانوس” معا إلى الحمل لمعاكسة “ساتورن” و”بلوتون”، ما يعني انقلابات مفاجئة وأوضاعاً مربكة وفضائح مذهلة ومخاطر صاعقة ومفاجآت وثورات والأزمات العنيفة على المستوى السياسي.